Saturday, March 16, 2013

النفس المستعارة


Date: April 22, 2012 at 9:08am
By: Hossam Hafez

 لماذا قررت كتابة تلك الخاطرة؟
كثرة التناقضات والأختلافات التى أراها فى الحياة مابين الماضى والحاضر. وكم من المعلومات الخاطئة التى تلقينها بعدم فهم وإدراك ورسوخها فى عقلنا بصورة مخيفة جعلت منا أشخاص غير قادرين على التفكير
لقد بلغت من العمر عدد السنين الكافى لبداية أدراكى لواقع ملموس بحواسى الخمسة. عندما أتتنى فكرة بذورها تنبع من نافورة الفطرة والبداهة والشفافية. وتسائلت كثيراَ ( لما لم تأتنى هذه الفكرة من قبل). وكانت أجابتى دائماَ تتردد فى نفسى وسمعى وكأنها صدى صوت خماسى الأبعاد. الذى لا يعطينى ولو لوهلة أن أشك فى أحتمالية خطأ هذه الاجابة. وهذا كان ليؤكد لى شيئاَ مهماَ. أن صوت الفطرة هو صوت الله.
أذاَ لا نستطيع أن ننكر أهمية الخلو مع الذات وأطلاق العنان لها داخل أنفسنا بعيداَ عن أى فيروس من فيروسات البرمجة و التطبيع الذى فرض علينا.


فماذا قالت لى الخلوة ؟
لكل مرحلة عمرية مررت بها, كانت لى فترة الخلوة الخاصة بهذه المرحلة. التى كانت تُهيأنى لما هو مؤكد وموثق فى نهاية الطواف. أذاَ لماذا كانت دائماَ تٌحدثنى خلوتى؟
لأن الفطرة والشفافية التى خلقنا بها الله سبحانه وتعالى تصادمت مع واقع لا يعرف أياَ من هذه المصطلحات التى سبق ذكرها. وكان من الصعب التعايش بنفس ونفس أخرى ومجاملة كل منهما للأخر. وما كان لتتر النهاية إلا وأن ينفجر ذلك  البركان الخامل مٌحملاَ بتساؤلات عديدة ذٌهلت بها نفسى لمدى مصداقيتها وتأثيرها فى تلك النفس المستعارة.
لكن فى الحقيقة أنها لم تكن تتر النهاية, بل العكس. أنها كانت البداية لواقع جديد غٌفلت عنه نفسى بخزعبلات مسموعة وحقائق مزيفة مرئية وفكر بعيد كل البعد عن المدركات.

ماهى هذه التساؤلات؟
  فكرة أذدراء الأديان ماهى بحل قاطع ليوضح صحة او خطأ ديانة من الديانات. بل هى محاولة لأثارة الفتن والتشكيك والإيقاع بين بعضنا البعض.
وأنا ضد فكرة أيضاح الأخطاء على عدم علم ودلائل مؤكدة. لكن هناك حل أبسط وأقوى من ذاك. هى أن تعرف دينك حق المعرفة ساعتها سوف يتضح لك الأجابة الغامضة فى عقول الملايين من المسلميين لسؤال (لماذا الدين الإسلامى)؟
عندما إنتابنى شعور من عدم الرضا فى مراحل سن المراهقة على ما أفعله من روتين يومى كالتمرينات الرياضية فى الصلاة وقراءة القرأن كل سنة فى رمضان كالبغبغان وهدفى هو ختم القرأن قبل نهاية الشهر حتى أنال أجر ختامه فى الشهر الكريم دون معرفة معنى الذى أقرأئه من لغة عربية فى كتاب الله.
وأيضاَ عندما يفرض علينا الصلاة فى المساجد والجوامع ولانعرف الفرق بين الصلاة فى منازلنا والصلاة داخل المساجد غير الأجابة الشهيرة التى أمتاز بها العديد من الشيوخ فى ترديدها فى عبارة واحدة لاتقل ولاتزيد حرف عن ماهى .. الا وهى "أجر صلاة الجماعة". هل معنى ذلك أن الصلاة فى المساجد فقط لأجر صلاة الجماعة ؟
وعندما أذهب الى صلاة الجمعة كل جمعة. وأجد ما بين المصليين الأساليب المختلفة فى أداء الصلاة وكأن كل مصلى يريد أن يقول للأخرين "أنظروا لى ولمهاراتى فى أداء الصلاة" . وتجد التنوع والأختلاف فى حركات الصلاة والكلام وأسلوب العبادة. ويليه عبارات الشيخ المحفوظة عن تحريم مايحب أن يحرمه وتحليل ما يحب أن يحلله. شعور وكأن هذا الشخص الذى يقف على الممبر, يتحكم فى حياة هؤلاء الناس كالسائس على البعير. وكأنه عرض مسرحى !!
وأولياء الله وأصحاب الكرامات. الدين بالنسبالهم عبارة عن تجارة. فتجد فى أقامة الموالد يعتمدون على بيع الحمص والكشرى والملبن والغوايش والحلقات والطراطير. وكذلك الدراويش,لا يختلفوا كثيراَ عن حاجة النشالين الى الموالد فكلاهما يبحثون عن مصلحة. تجارة !!
ولولا بترول الحجاز لظلت مكة تعتمد على زوار الكعبة كل عام لتعيش !!فلماذا الدين ينتعش كلما كان مورد رزق ومورد حياة ؟غير العبارات المرددة فى المناسبات الدينية مثل الأطفال فى المدرسة يرددون خلف المدرس لمجرد الحفظ والتفوق فى الأمتحان. لكن ماذا يكون الناتج فى النهاية؟ ضمور العقل والعجز عن التفكير وظهور من المتفلسفين فى الدين بغير علم منهم من يحرم ما يحرم ويشرع ما يشرع ومنهم من يفهم الدين على مزاجه وظهور التيارات المختلفة من
نفس الدين. فأين الخطأ؟
وما أكثر المسلمين ممن هم فى البطاقة مسلمون ولكنهم فى الحقيقة ماديون سيطرت عليهم الحضارة المادية بأفكارها وسكنتهم حتى الأحشاء, فهم يقتلون بعضهم ويعيشون لليوم واللحظة ويجمعون ويكنزون ويتفاخرون ولا يرون من الغد أبعد من لذة ساعة. ويتكلمون بلغة أجنبية ولا يعرفون لهم هوية.
ونجد من يصلى منهم الى القبلة خمس مرات فى اليوم ولكن حقيقة قبلته هى فاترينة البضائع الأستهلاكية.
ولا يبقى بعد ذلك إلا القليل ممن عرف ربه
وغيرها وغيرها من الأمور المثيرة للعجب وتحتاج الى منطق دينى وعلمى لإثبات صحتها.

لماذا كنت خائفاَ ؟
كنت أتوارى عن هذه الأمور, وكنت أهرب بنفسى من نفسى الى أن أصتدمت بنفسى فى النهاية. لا مفر. إلى أن قررت أن أفهم لماذا؟ وهذه كانت بداية لرحلة لم تنتهى ولن تنتهى.
فكرة التحرر فى فهم الله أبلغ طريق للفهم الصحيح بعيداَ عن أى رسالة غبية أو معتقد سلبى غير صحيح حٌقنت به نفسى منذ أن كانت عبارة عن كتلة من نقاء البداهة.
كنت خائفاَ من مواجهة نفسى والألتحام معها فى جهاد عظيم مرير فى سبيل إعادة خلقها. وقد كان كل أدراكى هو محاولة تغيير البيئة المادية بدلاَ من أن أبدأ من نقطة الأساس وكنت أطمئن نفسى بأنه أذا تغيرت البيئة من حولى فسوف تتغير نفسى وتسمو من تلقاء نفسها.
ألا انها كانت التجربة الأسواء على الآطلاق بحيث كلما أذدهرت الدنيا من حولى " كعلاقاتى وأماكن ترددى المستمر الجديدة, ومعرفتى بأشخاص من مختلف الأعمار والأجناس والأديان وغيرها" دنئت وانحدرت نفسى أكثر فأكثر غير أنى قد أكتشفت انها خدعة كاذبة ولن يتغير شىء الا اذا غيرت من فكرى ونفسى. غير أن التطبع بما أنت ليس عليه أنما هو ضياع لذاتك الحقيقية والأبحار فى بحر الضلال بطلاقة..
وبالفعل أخترت أن أخوض المعركة, معركة الجهاد مع النفس
قررت أن أثور.


الشكر كل الشكر لملهمى الأستاذ الدكتور\مصطفى محمود

No comments:

Post a Comment